
اعتمد المهندس الزراعي محمد الرشيد، المتخصص في إدارة البيوت المحمية، على إبراز هذه التقنية كأحد أهم الحلول المستقبلية للزراعة في المملكة، مؤكدًا أنها تمثل خيارًا استراتيجيًا لإنتاج المحاصيل الزراعية على مدار العام، مع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 60%، بفضل استخدام أنظمة ري دقيقة وحديثة، وعلى رأسها الري بالتنقيط.

وسلّط الرشيد الضوء على المزايا البيئية للبيوت المحمية، مشيرًا إلى أنها توفر بيئة زراعية محصّنة ضد الآفات والأمراض، من خلال اعتماد أسلوب المكافحة الحيوية الذي يقوم على إطلاق حشرات نافعة تتغذى على الحشرات الضارة، ما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى المبيدات الكيميائية، ويُسهم في خلق توازن طبيعي داخل البيئة الزراعية.
وأوضح الرشيد تجربة متميزة تم تنفيذها داخل البيوت المحمية، تعتمد على استخدام النحل الطنّان لتلقيح بعض الخضروات، وهي طريقة بيولوجية متقدمة ساعدت في تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية، ورفعت من جودة المحصول ليكون أكثر أمانًا وخاليًا من بقايا المبيدات، بما ينسجم مع معايير الصحة والجودة المطلوبة في الأسواق.
وعرّف البيوت المحمية بأنها منشآت مغلقة أو شبه مغلقة، تتيح التحكم الكامل في العوامل المناخية المحيطة بالنبات، من درجة الحرارة والرطوبة والإضاءة، بما يضمن حماية المحاصيل من التقلبات الجوية الحادة والآفات. وتتنوع هذه المنشآت بين البيوت البلاستيكية والزجاجية، التي تتميز بقدرتها العالية على توفير بيئة مثالية للنمو.
وأشار الرشيد إلى أن الطماطم والخيار يُعدّان من أبرز المحاصيل التي تُزرع في البيوت المحمية عالميًا، حيث يمثلان قرابة 80% من الإنتاج نظرًا لعوائدهما الاقتصادية العالية. كما تضم قائمة المحاصيل المزروعة بنجاح الخس والطماطم الكرزية والفلفل الحلو والباذنجان والنباتات الورقية، التي تستفيد من الظروف المثالية التي توفرها البيوت المحمية على مدار السنة.
واختتم الرشيد حديثه بالتأكيد على أن البيوت المحمية تشكل ركيزة أساسية لدعم الأمن الغذائي في المملكة، من خلال تحسين جودة وكفاءة الإنتاج الزراعي، وتقليل آثار التغيرات المناخية، بما يجعلها رافدًا استراتيجيًا للتنمية الزراعية المستدامة في المستقبل.